كيف اوفر المال من راتبي الهزيل

 

توفير المال



تعتبر القدرة على توفير المال والادخار من المهارات المالية الأساسية التي يحتاجها كل شخص لتحقيق أهدافه وتحسين جودة حياته. فتوفير المال يساعد على تخطي الصعوبات والتحديات المالية التي قد تواجهها في المستقبل، ويمكنك من الاستثمار في مشاريع وفرص مربحة، ويزيد من رضاك وثقتك بنفسك.

ولكن كيف يمكنك توفير المال بطريقة فعالة ومستمرة؟ وما هي العادات التي تساعدك على تحقيق ذلك؟ وما هي الفوائد التي تعود عليك من توفير المال؟

في هذا المقال، سنحاول الإجابة على هذه الأسئلة، ونقدم لك بعض النصائح والإرشادات التي تساعدك على فهم أهمية توفير المال وكيف تبني عادات توفير ناجحة.

فهم أهمية توفير المال



توفير المال هو عملية حفظ جزء من دخلك الشهري أو السنوي في مكان آمن ومناسب، بدلا من إنفاقه على الأشياء غير الضرورية أو الزائدة عن حاجتك. ويمكنك تحديد مبلغ معين تريد توفيره كل شهر أو كل فترة زمنية محددة، ووضعه في حساب بنكي أو صندوق ادخار أو أي وسيلة أخرى تضمن لك سلامة ونمو مالك.

وتوجد العديد من الأسباب التي تجعل توفير المال أمرا مهما وضروريا لكل شخص، ومن أهمها:

توفير المال للحالات الطارئة 



فلا يمكنك التنبؤ بما قد يحدث لك في المستقبل من مواقف أو مشاكل مالية تتطلب منك دفع مبالغ كبيرة، مثل تعطل سيارتك أو مرض أحد أفراد أسرتك أو فقدان وظيفتك أو أي ظرف آخر.

ولذلك، يجب أن تكون مستعدا لهذه الحالات بتخصيص جزء من مالك للطوارئ، وعدم لمسه إلا عند الضرورة القصوى. وينصح الخبراء الماليون بأن يكون مبلغ الطوارئ ما بين 3 إلى 6 أشهر من مصروفاتك الشهرية.

توفير المال لتحقيق الأهداف 



فلكل شخص أهداف وطموحات يريد تحقيقها في حياته، سواء كانت شخصية أو عائلية أو مهنية أو تعليمية أو ترفيهية. ولكن لا يمكن تحقيق هذه الأهداف بدون مال، فمثلا إذا أردت شراء منزل أو سيارة أو الزواج أو السفر أو الدراسة أو بدء مشروع خاص بك، فستحتاج إلى جمع مبلغ مالي كاف لتمويل هذه الأهداف.



ولذلك، يجب أن تضع خطة مالية تحدد فيها أهدافك والمبلغ المطلوب لكل هدف والمدة الزمنية التي تريد تحقيقها فيها، وتبدأ بتوفير المال بانتظام ومنهجية لتحقيقها.

توفير المال للاستثمار 



فالمال الذي توفره لا يجب أن يبقى راكدا في حسابك البنكي أو تحت وسادتك، بل يجب أن تستثمره في مجالات وفرص مربحة تزيد من قيمته وتحميه من التضخم والخسارة. ويمكنك الاستثمار في العقارات أو الأسهم أو السندات أو الذهب أو العملات أو أي مشروع آخر يناسب رأس مالك وميولك ومهاراتك.



ولكن يجب أن تكون حذرا ومتعقلا في اختيار الاستثمارات، وأن تدرس جيدا السوق والمخاطر والعوائد المتوقعة، وأن تستشير الخبراء والمستشارين الماليين قبل اتخاذ أي قرار.

توفير المال لزيادة الرضا والثقة 

فعندما توفر المال وتنظم ميزانيتك وتحقق أهدافك وتستثمر مالك، فإنك تشعر بالرضا والسعادة والاطمئنان، وتزداد ثقتك بنفسك وقدراتك وإمكانياتك. وهذا ينعكس إيجابيا على صحتك النفسية والجسدية، وعلى علاقاتك الاجتماعية والعملية، وعلى جودة حياتك بشكل عام.

كيف تبني عادات توفير ناجحة

بعد أن فهمنا أهمية توفير المال، يتبقى لنا السؤال الأهم: كيف نتعلم ونتبنى عادات توفير ناجحة؟ فالتوفير ليس أمرا سهلا أو بديهيا، بل يتطلب منا الالتزام والانضباط والصبر والتخطيط. ولكن لا تقلق، فهناك بعض الخطوات والنصائح التي تساعدك على توفير المال بطريقة فعالة ومستمرة، وهي:

وضع ميزانية شهرية 

فهي أول وأهم خطوة في عملية توفير المال، فبدون ميزانية لا يمكنك معرفة كم تدخل وتخرج من مالك، وعلى ماذا تنفقه، وكم تستطيع توفيره. ولوضع ميزانية شهرية، يجب أن تقوم بتسجيل جميع مصادر دخلك وجميع مصاريفك الثابتة والمتغيرة، وتحديد الفرق بينهما. ويمكنك استخدام بعض التطبيقات أو البرامج أو الجداول الإلكترونية التي تساعدك على تنظيم وتتبع ميزانيتك بسهولة ودقة. وبعد ذلك، يجب أن تحاول تقليل مصاريفك قدر الإمكان، وزيادة دخلك إن أمكن، وتحديد مبلغ معقول تريد توفيره كل شهر، والالتزام به.

وضع أهداف واضحة ومحددة 



فليس كافيا أن تقول أريد توفير المال، بل يجب أن تحدد لماذا تريد توفيره، وكم تريد توفيره، ومتى تريد توفيره. فالأهداف تساعدك على التحفيز والتركيز والتقييم. ويمكنك تقسيم أهدافك إلى قصيرة الأجل ومتوسطة الأجل وطويلة الأجل، وتحديد المبلغ المطلوب لكل هدف والمدة الزمنية التي تريد تحقيقها فيها. وينصح بأن تكون أهدافك ذكية، أي محددة وقابلة للقياس وواقعية ومرتبطة بالزمن.

ويمكنك استخدام بعض الأدوات والتقنيات التي تساعدك على تحديد وتتبع أهدافك، مثل الرسوم البيانية أو الصور أو العلب أو الحسابات الفرعية.

دفع نفسك أولا 

فهذا المبدأ يعني أن تعتبر توفير المال أولوية في حياتك المالية، وأن تخصص جزءا من دخلك للتوفير قبل أن تنفقه على أي شيء آخر. ويمكنك تطبيق هذا المبدأ بعدة طرق، مثل إعداد أمر دائم في حسابك البنكي ينقل مبلغا محددا من راتبك إلى حساب التوفير كل شهر، أو الانضمام إلى خطة ادخار تلقائية تقوم بسحب مبلغا معينا من حسابك كل فترة زمنية، أو الاستفادة من بعض البرامج أو التطبيقات التي تقوم بتوفير المال لك بطرق ذكية ومبتكرة، مثل تقريب المبالغ أو تحويل الفواتير أو تحويل النقاط أو تحويل الفروقات.

تحديد الاحتياجات والرغبات 

فمن المهم أن تعرف الفرق بين ما تحتاجه وما تريده، وأن تنفق المال على الأول قبل الثاني. فالاحتياجات هي الأشياء التي لا غنى عنها للحياة اليومية، مثل الطعام والماء والملبس والسكن والصحة والتعليم والنقل.

 

أما الرغبات فهي الأشياء التي تزيد من راحتك ومتعتك وسعادتك، ولكنها ليست ضرورية للبقاء، مثل الألعاب والمجوهرات والملابس الفاخرة والسفر والترفيه. وليس هناك شيء خاطئ في تلبية الرغبات، بل هي جزء من الحياة، ولكن يجب أن تكون معتدل ومتوازن في ذلك، وأن تنفق عليها بعد أن تلبي احتياجاتك وتوفر مالك.

استخدام البطاقات الائتمانية بحكمة 



فالبطاقات الائتمانية هي وسيلة مريحة وسهلة للدفع والشراء، ولكنها قد تكون خطيرة ومكلفة إذا لم تستخدمها بحكمة. فإذا لم تسدد رصيدك كاملا كل شهر، فستتراكم عليك الفوائد والرسوم والغرامات، وستزيد من ديونك وتقلل من قدرتك على توفير المال.



ولذلك، يجب أن تتبع بعض القواعد الذهبية عند استخدام البطاقات الائتمانية، مثل الاقتصاد في عدد البطاقات والحد الائتماني، والمقارنة بين العروض والشروط والفوائد، والتسوق بحسب ميزانيتك وقدرتك على السداد، والدفع في الموعد المحدد أو قبله، والتحقق من كشوف الحساب والتأكد من عدم وجود أخطاء أو تزوير.

تبحث عن العروض والخصومات 



فهذه طريقة بسيطة وسهلة لتوفير المال عند التسوق والشراء، فبدلا من أن تدفع السعر الكامل للسلعة أو الخدمة التي تريدها، يمكنك البحث عن العروض والخصومات التي تقدمها المتاجر والمواقع والشركات في أوقات معينة من السنة أو الشهر أو الأسبوع. ويمكنك استخدام بعض التطبيقات أو البرامج أو القسائم أو البطاقات التي تساعدك على الحصول على العروض والخصومات بسهولة وسرعة.



ولكن يجب أن تكون حذرا ومنطقيا في التسوق بالعروض والخصومات، وأن لا تنفق أكثر مما تحتاج، وأن تتأكد من جودة وضمان السلعة أو الخدمة التي تشتريها.

تغيير بعض العادات الاستهلاكية 



فهناك بعض العادات التي نمارسها يوميا أو بانتظام، والتي تؤثر على ميزانيتنا وقدرتنا على توفير المال، ولكننا قد لا ندرك ذلك. ومن هذه العادات: شرب القهوة أو التدخين أو الخروج لتناول الطعام أو الاشتراك في الخدمات أو المجلات أو النوادي التي لا نستخدمها بشكل فعلي.



ولذلك، يجب أن نحاول تغيير هذه العادات أو تقليلها أو استبدالها بعادات أخرى أكثر اقتصادا وصحة، مثل شرب الماء أو العصائر الطبيعية أو الإقلاع عن التدخين أو الطبخ في المنزل أو إلغاء الاشتراكات غير الضرورية أو البحث عن بدائل أرخص أو مجانية.

تعلم وتطبيق المبادئ والمفاهيم المالية 



فالمعرفة المالية هي أساس نجاحك في توفير وإدارة واستثمار مالك، ولذلك يجب أن تسعى إلى تعلم وتطبيق المبادئ والمفاهيم المالية الهامة، مثل التضخم والفائدة والتنويع والمخاطرة والعائد والقيمة الزمنية للمال والميزانية والأهداف والخطة المالية وغيرها.



ويمكنك الاستفادة من العديد من المصادر والمواد والدورات والكتب والمقالات والفيديوهات والبودكاستات والمواقع والتطبيقات التي تقدم لك المعلومات والنصائح والإرشادات المالية بطريقة مبسطة ومفهومة. ومن أمثلة هذه المصادر: موقع المالية الشخصية وموقع المالية الإسلامية وموقع المالية الذكية وموقع المالية للجميع وموقع المالية البسيطة وموقع المالية العملية وموقع المالية السهلة.

خاتمة

في هذا المقال، حاولنا أن نقدم لك بعض المعلومات والنصائح والإرشادات التي تساعدك على فهم أهمية توفير المال وكيف تبني عادات توفير ناجحة. ونأمل أن تكون قد استفدت منها، وأن تطبقها في حياتك المالية، وأن تشاركها مع من تحب. ونذكرك بأن توفير المال ليس هدفا بحد ذاته، بل وسيلة لتحقيق أهدافك وتحسين جودة حياتك. ولذلك، لا تنس أن تستمتع بمالك وتنفقه على ما يسعدك ويرضي ربك. وفقك الله ورعاك.