كيف اتعامل مع ديوني بذكاء: استراتيجيات لسداد الديون بفعالية



شخص حزين عليه ديون






الديون هي مشكلة تواجه الكثير من الناس في العالم العربي والعالمي، فقد أظهرت دراسة أجرتها منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (UNIDO) أن نسبة الديون إلى الناتج المحلي الإجمالي في الدول العربية بلغت 45.9% في عام 2020، وهي نسبة مرتفعة تشير إلى عبء الديون على الاقتصادات العربية. وليس هذا فحسب، بل إن الديون تؤثر سلبا على حياة الأفراد والأسر، فهي تقلل من قدرتهم على الادخار والاستثمار والتخطيط للمستقبل، وتزيد من مستوى القلق والضغط والاكتئاب.

لذلك، يجب على كل شخص يعاني من الديون أن يتعلم كيفية التعامل معها بذكاء واستراتيجية، وأن يبحث عن طرق فعالة لسدادها والتخلص منها. في هذا المقال، سنقدم لك 11 خطوة تساعدك على إدارة ديونك بشكل أفضل وتقليل عبءها على ميزانيتك وحياتك.

الخطوة الأولى: اعرف ديونك


قبل أن تبدأ في سداد ديونك، عليك أن تعرف حجمها ونوعها ومصادرها. فهناك أنواع مختلفة من الديون، مثل الديون المضمونة والديون غير المضمونة، والديون ذات الفائدة الثابتة والديون ذات الفائدة المتغيرة، والديون ذات الأولوية والديون غير الأولوية. كل نوع من هذه الديون له خصائصه وشروطه ومخاطره، ويتطلب طريقة معينة للتعامل معه.

لذلك، عليك أن تجمع كل المعلومات المتعلقة بديونك، مثل رصيد كل دين ومدة سداده ومعدل الفائدة الذي تدفعه والدفعة الشهرية التي تسددها والضمانات التي قدمتها والعقوبات التي تواجهها في حالة التأخير أو التخلف. يمكنك استخدام جداول البيانات أو التطبيقات المالية لتنظيم هذه المعلومات وتتبعها بشكل دوري.
الخطوة الثانية: احسب معدل الدين إلى الدخل

معدل الدين إلى الدخل هو مؤشر يقيس نسبة ديونك إلى دخلك الشهري أو السنوي. هذا المؤشر يساعدك على تقييم قدرتك على سداد ديونك ومدى تأثيرها على مستوى معيشتك.

كلما كان معدل الدين إلى الدخل أعلى، كلما كانت ديونك أكثر ضغطا عليك وأصعب في السداد. وكلما كان معدل الدين إلى الدخل أقل، كلما كانت ديونك أقل عبئا عليك وأسهل في السداد. لحساب معدل الدين إلى الدخل، قم بقسمة مجموع دفعات الديون الشهرية التي تسددها على مجموع دخلك الشهري، ثم اضرب الناتج في 100 للحصول على النسبة المئوية. على سبيل المثال، إذا كانت دفعات الديون الشهرية التي تسددها تبلغ 5000 درهم، وكان دخلك الشهري يبلغ 15000 درهم، فإن معدل الدين إلى الدخل يساوي:

(5000 / 15000) x 100 = 33.3%

هذا يعني أن ديونك تستهلك 33.3% من دخلك الشهري. وهذا معدل مقبول، فعادة ما ينصح الخبراء بأن لا يزيد معدل الدين إلى الدخل عن 40%². إذا كان معدل الدين إلى الدخل أعلى من هذا الحد، فهذا يعني أنك تواجه صعوبة في تلبية احتياجاتك الأساسية والتعامل مع الظروف الطارئة. وفي هذه الحالة، عليك أن تبحث عن طرق لزيادة دخلك أو تقليل ديونك أو كليهما.
الخطوة الثالثة: اضبط ميزانيتك

الميزانية هي خطة مالية تحدد مصادر دخلك وفئات نفقاتك وأهدافك المالية. إن وضع ميزانية والالتزام بها هو أحد أهم الخطوات لإدارة ديونك بشكل فعال، فهو يساعدك على التحكم في مالك وتحقيق توازن بين الإنفاق والادخار والاستثمار والسداد. لإعداد ميزانية، عليك أن تتبع الخطوات التالية:
سجل دخلك: احسب مجموع دخلك الشهري من جميع المصادر، مثل الراتب والأرباح والمنح والهبات وغيرها.
سجل نفقاتك: احسب مجموع نفقاتك الشهرية على جميع الفئات، مثل الإيجار والفواتير والمواصلات والغذاء والترفيه والتعليم وغيرها. كما تأكد من تضمين دفعات الديون الشهرية في نفقاتك.
قارن بين دخلك ونفقاتك: اطرح مجموع نفقاتك من مجموع دخلك لتحصل على الفرق بينهما. إذا كان الفرق موجبا، فهذا يعني أنك تنفق أقل مما تدخل، وبالتالي توفر فائضا ماليا يمكنك استخدامه لسداد ديونك أو تحقيق أهدافك المالية. إذا كان الفرق سالبا، فهذا يعني أنك تنفق أكثر مما تدخل، وبالتالي تعاني من عجز مالي يزيد من ديونك ويهدد استقرارك المالي.
حدد أهدافك المالية: حدد ما تريد تحقيقه من خلال ميزانيتك، مثل سداد ديونك أو توفير مبلغ معين للطوارئ أو الاستثمار في مشروع أو السفر أو الزواج أو غيرها. كما حدد المدة الزمنية التي تحتاجها لتحقيق هذه الأهداف، والمبلغ الذي تحتاجه لها.
ضع خطة لتحقيق أهدافك: بناء على الفرق بين دخلك ونفقاتك وأهدافك المالية، ضع خطة تحدد فيها كيف ستوزع فائضك المالي أو كيف ستقلل من عجزك المالي. على سبيل المثال، إذا كان هدفك هو سداد ديونك، فحدد مبلغا شهريا تخصصه لسداد الديون، وحدد أيضا أي الديون ستسدد أولا، وفقا لمعيار معين، مثل الديون ذات الفائدة العالية أو الديون ذات الرصيد الأقل أو الديون ذات المدة الأطول أو غيرها. كما يمكنك البحث عن طرق لإعادة هيكلة ديونك أو توحيد ديونك أو التفاوض مع الدائنين لتخفيض الفائدة أو تأجيل السداد أو تقسيط الديون أو غيرها من الحلول التي تساعدك على تخفيف عبء الديون عليك.
مراجعة ميزانيتك بشكل دوري: لا تكتفي بوضع ميزانية واحدة والالتزام بها طوال الوقت، بل قم بمراجعتها بشكل دوري، مثل كل شهر أو كل ربع سنة أو كل سنة، وذلك لتقييم أدائك وتحديد نقاط القوة والضعف في ميزانيتك. كما قم بتعديل ميزانيتك وفقا للتغيرات التي تحدث في دخلك أو نفقاتك أو أهدافك المالية أو ظروفك الحياتية. ولا تنس أن تحتفل بالإنجازات التي تحققها من خلال ميزانيتك، مثل سداد دين أو توفير مبلغ معين أو الحصول على زيادة في الراتب أو غيرها.
الخطوة الرابعة: ابحث عن مصادر دخل إضافية

إذا كنت تعاني من عجز مالي أو تريد زيادة فائضك المالي، فعليك أن تبحث عن مصادر دخل إضافية تساعدك على تحسين وضعك المالي وسداد ديونك بشكل أسرع. هناك العديد من الطرق التي يمكنك من خلالها الحصول على دخل إضافي، مثل:
العمل بدوام جزئي أو بالساعة أو بالمشروع في مجال ما تمتلك فيه مهارات أو خبرات أو شغفا.
الاستفادة من هواياتك أو مواهبك أو اهتماماتك وتحويلها إلى مشاريع مربحة، مثل الكتابة أو التصوير أو التدريس أو الخياطة أو الطبخ أو غيرها.
الاستثمار في الأسهم أو العقارات أو العملات الرقمية أو غيرها من الأصول التي تتوقع أن تزيد قيمتها في المستقبل، ولكن بعد دراسة السوق والمخاطر والعوائد المتوقعة بشكل جيد.
الانضمام إلى برامج الولاء أو الخصومات أو الكوبونات أو النقاط أو الجوائز التي تقدمها بعض الشركات أو المؤسسات أو المواقع لعملائها أو مستخدميها، والتي تساعدك على توفير المال أو الحصول على مكافآت نقدية أو هدايا أو خدمات مجانية أو غيرها.
البيع أو التبرع بالأشياء التي لا تحتاجها أو لا تستخدمها، مثل الملابس أو الكتب أو الأجهزة أو الأثاث أو غيرها، والتي قد تكون ذات قيمة لشخص آخر، وبذلك تحرر مساحة في منزلك وتحصل على دخل إضافي أو تساهم في قضية خيرية.
الخطوة الخامسة: اتبع استراتيجية لسداد ديونك

بعد أن حددت مبلغا شهريا تخصصه لسداد ديونك، عليك أن تتبع استراتيجية محددة لتحديد أي الديون ستسدد أولا وبأي ترتيب. هناك عدة استراتيجيات مختلفة يمكنك اتباعها، ولكن الأكثر شيوعا هما:
استراتيجية الثلج الكبير (snowball): هي استراتيجية تقوم على سداد الديون ذات الرصيد الأقل أولا، ثم الانتقال إلى الديون ذات الرصيد الأعلى تدريجيا. هذه الاستراتيجية تساعدك على تحقيق إنجازات سريعة وتشعرك بالتقدم والحماس والتحفيز. كما تساعدك على تقليل عدد الديون التي تواجهها وتسهل عليك إدارتها. لتطبيق هذه الاستراتيجية، عليك أن تفعل الآتي:
قم بترتيب ديونك من الأقل إلى الأعلى حسب الرصيد المتبقي لكل دين.
قم بسداد الحد الأدنى لكل دين شهريا، باستثناء الدين ذو الرصيد الأقل.
قم بتخصيص كل المبلغ الإضافي الذي تملكه لسداد الدين ذو الرصيد الأقل، حتى تتخلص منه نهائيا.
بعد أن تسدد الدين ذو الرصيد الأقل، قم بإضافة المبلغ الذي كنت تسدده له إلى المبلغ الذي تسدده للدين ذو الرصيد التالي في الترتيب، واستمر في سداده حتى تتخلص منه أيضا.
كرر هذه العملية مع باقي الديون، حتى تسدد جميع ديونك.
استراتيجية الثلج الصغير (avalanche): هي استراتيجية تقوم على سداد الديون ذات الفائدة الأعلى أولا، ثم الانتقال إلى الديون ذات الفائدة الأقل تدريجيا. هذه الاستراتيجية تساعدك على توفير المال على المدى الطويل، فهي تقلل من المبلغ الإجمالي الذي تدفعه كفائدة على ديونك. كما تساعدك على تقليل مدة سداد ديونك وتسريع عملية التخلص منها. لتطبيق هذه الاستراتيجية، عليك أن تفعل الآتي:
قم بترتيب ديونك من الأعلى إلى الأقل حسب معدل الفائدة الذي تدفعه على كل دين.
قم بسداد الحد الأدنى لكل دين شهريا، باستثناء الدين ذو الفائدة الأعلى.
قم بتخصيص كل المبلغ الإضافي الذي تملكه لسداد الدين ذو الفائدة الأعلى، حتى تتخلص منه نهائيا.
بعد أن تسدد الدين ذو الفائدة الأعلى، قم بإضافة المبلغ الذي كنت تسدده له إلى المبلغ الذي تسدده للدين ذو الفائدة التالية في الترتيب، واستمر في سداده حتى تتخلص منه أيضا.
كرر هذه العملية مع باقي الديون، حتى تسدد جميع ديونك.

يمكنك اختيار الاستراتيجية التي تناسبك أكثر، بناء على وضعك المالي وشخصيتك وأهدافك. كما يمكنك الجمع بين الاستراتيجيتين أو تغييرهما حسب الحاجة. المهم هو أن تكون ملتزما بخطتك ومنتظما في سداد ديونك.
الخطوة السادسة: اتخذ إجراءات لتقليل نفقاتك

إذا كنت تريد سداد ديونك بشكل أسرع وأسهل، فعليك أن تتخذ إجراءات لتقليل نفقاتك وزيادة مبلغ التوفير الذي تملكه. هناك العديد من الطرق التي يمكنك من خلالها تقليل نفقاتك، مثل:
وضع حدود لنفقاتك: حدد مبلغا معقولا تنفقه على كل فئة من النفقات، مثل الغذاء أو الترفيه أو الملابس أو غيرها، ولا تتجاوزه. كما حاول أن تنفق أقل مما حددته، إذا أمكن. يمكنك استخدام تطبيقات الميزانية أو الحسابات المصرفية المخصصة أو الظروف النقدية أو غيرها من الأدوات التي تساعدك على وضع حدود لنفقاتك والالتزام بها.
مقارنة الأسعار والبحث عن العروض: قبل أن تشتري أي شيء، قم بمقارنة الأسعار بين مختلف المتاجر أو المواقع أو الموردين، واختر الأرخص منها، مع مراعاة الجودة والضمان والخدمة. كما ابحث عن العروض والتخفيضات والمزايا التي تقدمها بعض الشركات أو المؤسسات أو المواقع لعملائها أو مستخدميها، واستفد منها قدر الإمكان.
تجنب الإنفاق العاطفي أو العشوائي: تجنب الإنفاق على الأشياء التي لا تحتاجها أو لا تستخدمها، والتي تشتريها فقط للتخفيف من الملل أو الضغط أو الحزن أو غيرها من المشاعر السلبية. كما تجنب الإنفاق على الأشياء التي تشتريها فقط لمجرد الانتماء أو التقليد أو الرغبة في الظهور أو الاستعراض. قبل أن تشتري أي شيء، قم بطرح الأسئلة التالية على نفسك:
هل أحتاج هذا الشيء حقا؟
هل سأستخدم هذا الشيء بانتظام؟
هل يوجد شيء آخر أملكه يؤدي نفس الوظيفة؟
هل يمكنني الانتظار حتى ينخفض سعر هذا الشيء أو يتوفر عرض أفضل؟
هل سيؤثر شراء هذا الشيء على ميزانيتي أو أهدافي المالية؟

إذا كانت الإجابة على أي من هذه الأسئلة بالنفي، فهذا يعني أنك لا تحتاج إلى شراء هذا الشيء، وبالتالي تجنبه. وإذا كانت الإجابة على أي من هذه الأسئلة بالإيجاب، فهذا يعني أنك تحتاج إلى شراء هذا الشيء، ولكن بعد التأكد من أنه يناسب ميزانيتك وأهدافك المالية.
الخطوة السابعة: اتبع عادات مالية صحية

ليس كافيا أن تتخذ إجراءات لسداد ديونك وتقليل نفقاتك، بل عليك أيضا أن تتبع عادات مالية صحية تساعدك على الحفاظ على استقرارك المالي وتجنب الوقوع في الديون مرة أخرى. بعض هذه العادات هي:
الادخار: اجعل من الادخار عادة يومية، وحاول أن توفر جزءا من دخلك كل شهر أو كل أسبوع أو حتى كل يوم، وذلك لتحقيق أهدافك المالية أو التعامل مع الظروف الطارئة أو الاستفادة من الفرص المالية. يمكنك استخدام حسابات التوفير أو الصناديق الاستثمارية أو الخزائن النقدية أو غيرها من الأدوات التي تساعدك على حفظ مالك وزيادة قيمته.
الاستثمار: اجعل من الاستثمار عادة طويلة الأمد، وحاول أن تستثمر جزءا من مالك في الأصول التي تتوقع أن تنمو قيمتها في المستقبل، وذلك لزيادة ثروتك وتحقيق دخل سلبي أو ربح رأسمالي. يمكنك استخدام الأسهم أو العقارات أو العملات الرقمية أو غيرها من الأصول التي تناسب ملفك الاستثماري ومستوى المخاطرة والعوائد المتوقعة.
التخطيط: اجعل من التخطيط عادة استراتيجية، وحاول أن تخطط لمالك وأهدافك المالية وميزانيتك وديونك واستثماراتك بشكل دقيق ومنظم، وذلك لتحقيق أفضل النتائج وتجنب المشاكل والمخاطر. يمكنك استخدام الجداول الزمنية أو الخطط العملية أو الأهداف الذكية أو غيرها من الأدوات التي تساعدك على تحديد ما تريد تحقيقه وكيف ومتى وبأي موارد.
التعلم: اجعل من التعلم عادة مستمرة، وحاول أن تتعلم كل ما يتعلق بالمال والمالية والاقتصاد والاستثمار والتقاعد وغيرها من المواضيع المالية المهمة، وذلك لزيادة معرفتك ومهاراتك وثقتك في التعامل مع مالك. يمكنك استخدام الكتب أو المقالات أو الدورات أو الورش أو البودكاست أو غيرها من المصادر التي تقدم لك معلومات ونصائح وتجارب مفيدة.

الخطوة الثامنة: ابتعد عن الديون الجديدة

إذا كنت تريد سداد ديونك والتخلص منها نهائيا، فعليك أن تبتعد عن الديون الجديدة وتتجنب الوقوع فيها مرة أخرى. هناك العديد من الطرق التي يمكنك من خلالها ابتعاد عن الديون الجديدة، مثل:
استخدام النقد أو البطاقات الإلكترونية بدلا من البطاقات الائتمانية: حاول أن تدفع ثمن مشترياتك بالنقد أو البطاقات الإلكترونية التي تسحب من رصيدك الموجود في حسابك المصرفي، وذلك لتحد من إنفاقك وتتحكم في ميزانيتك. كما تجنب استخدام البطاقات الائتمانية التي تسمح لك بالاقتراض من البنك بفائدة عالية، والتي قد تجعلك تنفق أكثر مما تحتاج وتزيد من ديونك. إذا كنت تستخدم البطاقات الائتمانية، فاحرص على سداد الرصيد كاملا كل شهر، ولا تتجاوز الحد الائتماني المسموح لك به.
تجنب القروض الاستهلاكية أو الشخصية: تجنب اللجوء إلى القروض الاستهلاكية أو الشخصية التي تقدمها بعض البنوك أو المؤسسات المالية لتمويل الأشياء التي لا تحتاجها أو لا تستحق الاقتراض من أجلها، مثل السيارات أو الأجهزة أو السفر أو الزواج أو غيرها. هذه القروض تحمل عليك فوائد عالية وتزيد من ديونك وتقلل من قدرتك على الادخار والاستثمار. إذا كنت تريد شراء شيء ما، فحاول أن توفر المال له من ميزانيتك أو تبحث عن بدائل أرخص أو تنتظر حتى تجد عرضا جيدا.
تجنب الضمانات أو التكفيلات: تجنب تقديم الضمانات أو التكفيلات للآخرين عندما يقترضون المال من البنوك أو المؤسسات المالية، وذلك لتحمي نفسك من المسؤولية في حالة عدم سدادهم للديون. فإذا لم يسدد الشخص الذي ضمنته أو كفلته دينه، فسيطالب البنك أو المؤسسة المالية بسداده منك، وبالتالي ستزيد ديونك وتتعرض للمخاطر المالية والقانونية. إذا كنت تريد مساعدة شخص ما، فحاول أن تقدم له قرضا شخصيا من مالك، بعد التأكد من قدرته على السداد ووضع شروط واضحة ومعقولة.

الخطوة التاسعة: احصل على المساعدة المالية المناسبة

إذا كنت تواجه صعوبة في سداد ديونك أو تحتاج إلى المشورة أو الدعم المالي، فلا تتردد في البحث عن المساعدة المالية المناسبة لوضعك. هناك العديد من المصادر التي يمكنك الاستفادة منها، مثل:
المستشارون الماليون: هم خبراء ماليون يقدمون لك النصائح والإرشادات والخطط المالية التي تساعدك على إدارة ديونك وميزانيتك واستثماراتك بشكل أفضل. يمكنك البحث عن المستشار المالي المناسب لك من خلال الإنترنت أو الصحف أو المجلات أو الإعلانات أو التوصيات، ولكن تأكد من أنه مؤهل ومرخص وذو سمعة طيبة وخبرة ومصداقية. كما تأكد من أن تتفق معه على الرسوم والشروط والتوقعات قبل أن تبدأ العمل معه.
الجمعيات أو المنظمات المالية: هي جمعيات أو منظمات غير ربحية تقدم لك الخدمات والبرامج والموارد المالية التي تساعدك على تحسين وضعك المالي وسداد ديونك والوقاية منها. يمكنك البحث عن الجمعية أو المنظمة المالية المناسبة لك من خلال الإنترنت أو الهاتف أو البريد أو الزيارة المباشرة، ولكن تأكد من أنها معتمدة وموثوقة وتتوافق مع القوانين والمعايير المالية. كما تأكد من أن تفهم الخدمات والبرامج والموارد التي تقدمها لك والشروط والالتزامات التي تطلبها منك.
الأصدقاء أو الأقارب أو الزملاء: هم أشخاص تعرفهم وتثق بهم وتحبهم ويحبونك، والذين قد يقدمون لك المساعدة المالية التي تحتاجها، سواء كانت على شكل قرض أو هبة أو تبرع أو ضمان أو تكفيل أو نصيحة أو دعم. يمكنك الاستعانة بهم في حالة الضرورة أو الحاجة، ولكن تأكد من أن تحترم علاقتك بهم وتقدر مساعدتهم وتسدد لهم ما عليك من ديون أو شكر أو مقابل. كما تأكد من أن توضح لهم وضعك المالي وأهدافك المالية وخطتك لسداد ديونك.
الخطوة العاشرة: احترم حقوقك وواجباتك كمدين

إذا كنت مدينا، فعليك أن تحترم حقوقك وواجباتك كمدين، وأن تعرف القوانين والأنظمة المالية التي تنظم علاقتك بالدائنين. بعض حقوقك وواجباتك كمدين هي:
حقك في الحصول على معلومات واضحة ودقيقة وكاملة عن الديون التي تقترضها، مثل المبلغ والفائدة والمدة والدفعات والضمانات والعقوبات وغيرها.
حقك في الحصول على فاتورة أو إيصال أو تقرير يوضح حالة ديونك ومدى تقدمك في سدادها، وذلك بشكل دوري أو عند الطلب.
حقك في الحصول على خدمة لائقة ومهنية ومحترمة من قبل الدائنين أو المحصلين أو الممثلين القانونيين، وذلك دون أي تهديد أو تحريض أو تضليل أو تحقير أو تشهير أو تعرض للخصوصية أو غيرها من الممارسات السلبية.
حقك في الحصول على المساعدة أو التسهيل أو التنازل أو التخفيف من قبل الدائنين في حالة العجز أو العدم أو الظروف الخاصة أو الطارئة التي تمنعك من سداد ديونك، وذلك بعد التفاوض معهم بشكل صريح ومسؤول وواقعي.
واجبك في سداد ديونك بالكامل وفقا للشروط والمواعيد المتفق عليها مع الدائنين، وذلك دون أي تأخير أو تهرب أو تزوير أو غش أو غيرها من المخالفات.
واجبك في الالتزام بالاتفاقات والتزامات والضمانات والتكفيلات التي قمت بها مع الدائنين أو الغير، وذلك دون أي تغيير أو تعديل أو إلغاء أو إهمال أو غيرها من المناوئات.
واجبك في الحفاظ على تواصل جيد ومنتظم مع الدائنين أو المحصلين أو الممثلين القانونيين، وذلك لإبلاغهم عن أي تغير أو مشكلة أو استفسار أو اقتراح يتعلق بديونك، وللرد على مكالماتهم أو رسائلهم أو زياراتهم بشكل مهذب ومتعاون.
الخطوة الحادية عشرة: احتفظ بالتفاؤل والإيجابية

إذا كنت مدينا، فقد تشعر بالإحباط أو الاكتئاب أو اليأس أو الخجل أو غيرها من المشاعر السلبية التي تؤثر على حياتك وصحتك وعلاقاتك. لذلك، عليك أن تحتفظ بالتفاؤل والإيجابية، وأن تؤمن بقدرتك على سداد ديونك والتغلب على المشاكل المالية التي تواجهك. بعض الطرق التي يمكنك من خلالها الحفاظ على التفاؤل والإيجابية هي:
تذكر أن الديون ليست نهاية العالم، وأنها مشكلة مؤقتة يمكن حلها بالجهد والتخطيط والالتزام.
تذكر أنك لست وحدك في هذه المعركة، وأنه يوجد الكثير من الناس الذين يعانون من الديون أو يتعافون منها، وأنه يمكنك الاستفادة من تجاربهم ونصائحهم ودعمهم.
تذكر أنك تملك العديد من النعم والمزايا والفرص في حياتك، وأنه يجب عليك أن تشكر الله عليها وتستغلها بشكل جيد، وأن تتجنب المقارنة بالآخرين أو الحسد أو الشكوى.
تذكر أنك تملك العديد من القدرات والمهارات والمواهب والإمكانات في نفسك، وأنه يجب عليك أن تثق بها وتطورها وتستخدمها بشكل إيجابي، وأن تتجنب الاستسلام أو الاحباط أو الانتقاد الذاتي.
تذكر أنك تملك العديد من الأهداف والأحلام والطموحات في مستقبلك، وأنه يجب عليك أن تسعى لتحقيقها وتحويلها إلى حقيقة، وأن تتجنب الخوف أو الشك أو التأجيل.

هذه هي الخطوات الأساسية التي يمكنك اتباعها للتعامل مع ديونك بذكاء واستراتيجية، ولسدادها بفعالية وسرعة. نأمل أن تكون هذه المعلومات مفيدة وملهمة لك، ونتمنى لك التوفيق والنجاح في حياتك المالية والشخصية. شكرا لك على متابعة قراءة هذا المقال، ونأمل أن تكون قد استفدت منه واستمتعت به.