كل من يقرر تجربة تداول الفوركس وتداول الأسهم يريد كسب المال. عندما يفتح شخص ما حساب تداول ويقوم بإيداع، تكون الصورة دائما وردية: يظهر الحساب مكاسب مذهلة في وقت قصير، لذلك من الممكن شراء جهاز كمبيوتر جديد، أو سيارة، أو حتى منزل. وحتى التفكير في هذه الفوائد يجعلنا سعداء ومترقبين. ونطمح للأشياء القادمة. ألن يكون رائعاً لو كان التداول يعني الربح ولا شيء غير ذلك؟
من المؤكد أن الحياة ستكون سهلة إذا كسب المتداولون المال دائمًا. ومع ذلك، ربما سمعت أن الناس يمكن أن يخسروا المال في التداول. من المحتمل أنك قمت بصفقات خاسرة بنفسك.
هل هناك طريقة للخروج من خسائر التداول؟ تحاول هذه المقالة الوصول إلى جوهر المشكلة ومعرفة سبب خسارة المتداولين لأموالهم. اقضِ بضع دقائق في تعلم كيفية تجنب الفشل في الأسواق المالية.
ما هي نسبة المتداولين الذين يخسرون المال؟
من الصعب إعطاء تقدير لعدد المتداولين الذين يخسرون أموالهم. البيانات من مختلف المؤسسات تختلف. على سبيل المثال، وفقًا لهيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية، فإن 70% من متداولي الفوركس يخسرون أموالهم كل ثلاثة أشهر في المتوسط. يقول إيتورو أن 80% من المتداولين اليوميين يخسرون أموالهم على مدار عام.
لماذا أغلب المتداولين يخسرون اموالهم
الخسارة في سوق الأوراق المالية أمر محبط للغاية ويقوض نفسية المتداول. لذلك سوف نوضح لك أن المتداولين يخسرون أموالهم بشكل رئيسي بسبب نقص التدريب أو عدم كفاية التدريب على التداول. بالإضافة إلى ذلك، يعد الإفراط في التداول موضوعًا مهمًا يؤدي في أغلب الأحيان إلى الخسارة الكاملة لرأس المال الخاص بك.
فيما يلي بعض الأسباب القديمة التي تجعل المتداولين يخسرون أموالهم، وبعض النصائح لمساعدتك في العودة إلى الأساسيات.
1. يخسر المتداول بسبب نقص المعرفة و التدريب
يقفز العديد من المتداولين إلى السوق دون أن يكون لديهم فهم شامل لكيفية عمله وما يتطلبه تحقيق النجاح. ونتيجة لذلك، فإنهم يرتكبون أخطاء مكلفة ويخسرون المال بسرعة.
يعد نقص التدريب أحد الأسباب الرئيسية للخسائر بين المتداولين. في الواقع، ينجذب المتداول المبتدئ فقط إلى إغراء الربح دون أن يدرك بالضرورة أن الخسائر من المحتمل أن تكون هي نفسها، أو حتى أسوأ. لسوء الحظ، من الصعب الجمع بين الصفقات الرابحة والأداء الجيد والأسوأ من ذلك، حيث يؤدي عدم تحمل الخسارة إلى تدمير حساب تداول حقيقي.
يقوم المتداول المبتدئ في بعض الأحيان باتخاذ صفقات بشكل عشوائي دون أن يعرف أنه قد يكون هناك دعم أو مقاومة طويلة المدى مما سيؤدي إلى رد فعل معاكس لصفقته. ولهذا السبب فإن التدريب على تقنيات التداول سيساعدك على فهم السوق. ويتم ذلك من خلال إتقان أدوات التحليل الفني وأيضًا التحليل الأساسي.
2. يخسر المتداول بسبب سوء إدارة المخاطر
تعد المخاطر جزءًا لا يتجزأ من التداول، ومن المهم إدارتها بفعالية من أجل حماية رأس المال الخاص بك وزيادة فرص نجاحك. ومع ذلك، فإن العديد من المتداولين ليس لديهم استراتيجية واضحة لإدارة المخاطر، ونتيجة لذلك، فهم أكثر عرضة للخسائر الكبيرة.
3. اتخاذ القرار العاطفي
من السهل أن تشعر بمشاعر قوية أثناء التداول. ومع ذلك، فإن اتخاذ القرارات بناءً على العواطف بدلاً من التحليل العقلاني يمكن أن يؤدي إلى كارثة. يتخذ العديد من المتداولين قرارات سيئة عندما يشعرون بالإرهاق أو الجشع أو الخوف، مما قد يؤدي إلى خسائر كبيرة.
4. قلة الانضباط
يتطلب التداول الناجح الانضباط، ولكن العديد من المتداولين يجدون صعوبة في الالتزام بخطتهم. قد يكون هذا صعبًا بشكل خاص عندما يكون السوق متقلبًا أو عندما يصل المتداول إلى القاع. قم بإنشاء نظام لنفسك يسهل الالتزام به!
5. يخسر المتداول بسبب الإفراط في التداول
يرتكب العديد من المتداولين خطأ الإفراط في التداول، مما يعني أنهم يقومون بعدد كبير جدًا من الصفقات ولا يسمحون لصفقاتهم بالعمل بسلاسة. وهذا يؤدي إلى زيادة المخاطر، وارتفاع رسوم الوساطة وزيادة احتمال تحقيق الخسائر. من خلال تحديد الإعدادات التي تريدها بوضوح، يمكنك التمييز بين الفرص الجيدة والسيئة.
6. يخسر المتداول بسبب عدم وجود خطة تداول
توفر خطة التداول مجموعة واضحة من القواعد والإرشادات التي يجب اتباعها عند اتخاذ المواقف. بدون خطة، يمكن للمتداولين اتخاذ قرارات متهورة، والتي يمكن أن تكون خطيرة وغالباً ما تؤدي إلى خسائر.
7. يخسر المتداول بسبب عدم مواكبة البيانات والمعلومات المهمة
يتطور السوق وسيناريوهاته الشائعة باستمرار، ومن المهم للمتداولين أن يظلوا على اطلاع بآخر التطورات من أجل اتخاذ قرارات مستنيرة.
8. عدم قطع الخسائر بسرعة
لا يمكن لأي متداول تجنب الخسائر بشكل كامل، ولكن المفتاح هو تقليل تأثيرها على حسابك. واحدة من أفضل الطرق للقيام بذلك هي تقليل خسائرك بسرعة عندما تسير الصفقة ضدك. ومع ذلك، فإن العديد من المتداولين يحتفظون بصفقاتهم الخاسرة لفترة طويلة جدًا، على أمل أن يتعافوا، مما قد يؤدي إلى خسائر أكبر من المتوقع.
9. عدم تعظيم المكاسب
مثلما أنه من المهم تقليل خسائرك بسرعة، فمن المهم أيضًا زيادة تداولاتك الرابحة إلى أقصى حد. يفشل العديد من المتداولين في القيام بذلك إما لأنه ليس لديهم خطة تخبرهم بموعد وكيفية الخروج من التداول. ونتيجة لذلك، قد يتركون المال على الطاولة ويضيعون الأرباح المحتملة.
10. عدم التكيف
يعد التكيف مع ظروف السوق المتغيرة أمرًا ضروريًا للنجاح في الأسواق المالية. تتغير الخطط، وتختفي فوائد المعاملات وتعاود الظهور، وتتطور الأنظمة التي تدعم كل شيء باستمرار. في أحد الأيام، تنتج استراتيجية التداول أرباحًا ثابتة، وفي اليوم التالي تتوقف عن تحقيق الأرباح. يجب على المتداولين التكيف من أجل كسب المال على المدى الطويل، وإلا فإنهم يخاطرون بالاستبعاد من السوق.
بشكل عام، يعاني غالبية المتداولين من خسائر بسبب فشلهم في الاستعداد لمواجهة تحديات السوق. من خلال الاطلاع على المعلومات وتطوير خطة تداول قوية والتخطيط لقراراتهم مسبقًا، يمكن للمتداولين تحسين فرص نجاحهم وتجنب المخاطر الشائعة.
نصائح لتجنب الخسارة في التداول
إذا كنت تريد أن تصبح متداولًا ناجحًا، فيجب عليك أن تتقبل أن بعض الخسائر أمر لا مفر منه. القبول هو الخطوة الأولى والحاسمة. فقط إذا كنت تعرف عدوك يمكنك محاربته والفوز به. إذا كنت على دراية بالمخاطر، فسوف تكون أكثر حكمة وتتخذ قرارات أفضل.
سنناقش الان نصائج و توصيات يجب اتباعها . تمثل هذه النصائح أفضل ممارسات التداول.
ابدأ بالتدريب
لتحقيق النجاح، تحتاج إلى معرفة كيفية اختيار المستويات لفتح صفقة تداول، وكيفية تحديد الاتجاه المستقبلي للسعر، ومكان وضع أهداف جني الأرباح، وأوامر إيقاف الخسارة.
بعد أن تقرأ عن هذه الأمور، أو تشاهد مقطع فيديو أو تحضر ندوة عبر الإنترنت، سيتعين عليك التدرب على التداول على حساب تجريبي. وبطبيعة الحال، لن يجلب لك التداول التجريبي أي ربح حقيقي، ولكنه وحده من يمكنه أن يمنحك إحساسًا بالتداول.
متابعة الأخبار في التداول
الأخبار تحرك الأسواق المالية. تشعر الأسهم بتأثير أخبار الشركة مثل إصدارات المنتجات الجديدة وعمليات الدمج وكذلك منشورات تقارير الأرباح. ترتفع وتنخفض أزواج العملات الأجنبية بسبب التوقعات بشأن النشرات الاقتصادية في الاقتصادات الكبرى. ستجد جدول هذه الإصدارات والتوقعات لمختلف المؤشرات في التقويم الاقتصادي.
إذا كنت لا تعرف ما يحدث للأداة التي تتداولها، فإن التحركات المفاجئة للسعر قد تفاجئك. تابع الأخبار وكن مستعدًا وستكون قادرًا على تجنب الخسائر واغتنام الفرص التجارية الجديدة. حتى أن بعض المتداولين يفضلون أخبار التداول على الاستراتيجيات الفنية فقط.
ابدأ بأموال صغيرة
إن تجربة التداول الخاصة بك هي الميزة الأكثر أهمية في التداول. من الأفضل أن تكتسب هذه الخبرة بينما حسابك لا يزال صغيراً. سيكون الأمر أكثر راحة لك من الناحية النفسية لأنك لن تفعل ذلك
كن متوترًا جدًا بشأن كل صفقة. سيسمح لك هذا النهج بالتركيز على إجراء تحليل مناسب للسوق وتطوير استراتيجية تداول ذات نسبة ربح عالية.
بعد ذلك، مع اكتسابك المزيد من الخبرة ونمو إيداعك، ستتمكن من زيادة حجم التداول الخاص بك. الشيء الأكثر أهمية هو أن تفعل ذلك تدريجيا. يوصي المتداولون المحترفون الذين يبقون في السوق لفترة طويلة بعدم المخاطرة بأكثر من 5% من الحساب في التداول. حتى مع نمو حسابك، ستكون محميًا من الخسائر الكبيرة إذا اتبعت هذا المبدأ.
لا تتداول أبدًا بدون إيقاف الخسارة
حتى أن "إيقاف الخسارة" يبدو إيجابيًا. ماذا يمكن أن يكون أفضل من وقف الخسائر؟ عندما تقوم بتعيين إيقاف الخسارة، على سبيل المثال، عند 20 نقطة، فإنك تحدد مقدار خسائرك في التداول. إذا كان حجم تداولك هو 0.1 لوت، فإن 20 نقطة ستعادل 2 دولار. بمعنى آخر، لن تخسر أكثر من دولارين في هذه الصفقة. وفي الوقت نفسه، قد يؤدي السعر إلى إيقاف الخسارة والعكس في الاتجاه الصحيح. ليس هناك تأمين من مثل هذا السيناريو، لذلك يجب عليك الموازنة بين التكاليف والفوائد. نعم، في بعض الأحيان سيتم تفعيل أمر إيقاف الخسارة الخاص بك قبل الأوان. ومع ذلك، إذا كانت لديك استراتيجية تداول جيدة وكانت صفقاتك الرابحة تتجاوز الصفقات الخاسرة، فسيكون تداولك مربحًا. ستكون عمليات إيقاف الخسائر العرضية هي الدفعة مقابل التداول لأنها ستحرر عقلك من المخاوف بشأن سلامة إيداعك وستحصل على فرصة للتخطيط لصفقات أخرى.
اذهب للمخاطرة المحسوبة
المخاطر الخاصة بك هي شيء يمكنك التحكم فيه بشكل كامل. ولهذا السبب من المهم استخدام هذه الميزة. في كل صفقة، لديك الحرية في اختيار نسبة المخاطرة/المكافأة، أي النسبة بين إيقاف الخسارة وجني الأرباح. أفضل طريقة هي التأكد من أن جني الأرباح الخاص بك دائمًا أكبر من إيقاف الخسارة. إذا كان وقف الخسارة هو 20 نقطة، كما في المثال السابق، مع نسبة مخاطرة/مكافأة 1:3، فإن جني الأرباح الخاص بك سيكون 60 نقطة. إذا فتحت صفقة بقيمة 0.1 لوت، فإن 60 نقطة ستعادل 6 دولارات. مرة أخرى، أنت تخاطر بخسارة 2 دولار لتكسب 6 دولارات. إذا التزمت بهذه النسبة، فإن صفقة واحدة جيدة ستجلب لك أموالاً أكثر بثلاثة أضعاف مما ستخسره في صفقة سيئة. مع نظام التداول الذي يعطي أكثر من 50% من الأفكار التجارية الجيدة، سوف تحقق الربح.
دراسة العديد من المؤشرات
كيف تجد استراتيجية تداول جيدة؟ وصفة الإستراتيجية المربحة هي أنها يجب أن تحتوي على عدة مكونات. بمعنى آخر، لا ينبغي عليك اتخاذ قرار الشراء/البيع بناءً على مؤشر فني واحد فقط. يجب أن تؤكد المؤشرات وأدوات التحليل الفني الأخرى بعضها البعض. اجمع بين مؤشرين أو ثلاثة مؤشرات من أنواع مختلفة، على سبيل المثال، المتوسطات المتحركة ومؤشر ستوكاستيك. قد تعتمد استراتيجية التداول الخاصة بك أيضًا على أنماط الشموع والرسوم البيانية واستخدام أدوات فيبوناتشي. في هذه الحالة، سيعطيك النظام إشارات ذات احتمالية عالية للنجاح. إذا استخدمت مثل هذه الإستراتيجية مع إيقاف الخسائر ونسبة المخاطر/المكافأة الصحيحة، فسوف تكون قادرًا على تجنب الخسائر في التداول.
قبول الخسارة في التداول أمر ضروري لتحقيق الربح
هذا موضوع مثير للاهتمام للغاية لأن خسائر التداول هي حقيقة مطلقة في هذا المجال. المشكلة بالنسبة للمتداول المبتدئ هي افتقاره إلى القدرة على قبول أن الصفقة تصل إلى حد وقف الخسارة، أو ما هو أسوأ من ذلك، أنها تؤدي إلى نداء الهامش. وبما أن المتداول المبتدئ لا يقبل خسارة الأموال، فإن الأخير يزيل وقف الخسارة الموضوع ويسمح للخسائر بالاستمرار على رأس ماله. ومع ذلك، فإن المتداول الرابح يعرف كيفية تقليل خسائره والسماح للمكاسب بالاستمرار.
خاتمة
كما اكتشفنا، يفشل العديد من المتداولين ويخسرون المال. إذا كنت لا تريد أن تكون واحدًا منهم، إذا كنت تريد أن تكون مختلفًا وتنجح، عليك أن تتعلم من أخطاء الآخرين وتتخذ الخطوات الصحيحة منذ البداية.